مستلقى على الكرسى, عيناك مثبتة على السقف و رأسك بدأت فى الهدوء و تدارك ما حولك بينما دخان اللفافة يكاد ينهى رحلته الى أعلى
--------------------------------------------------------
على مدى الأيام تبدأ فى التعافى و التذكر؛ أصدقائك و هم يسقطون أمامك, صوت الرصاص فى ليل المدينة المدنس بالأنوار الصفراء معلنا نهاية ذكريات بالموت أو الصدمة
تشعر به فى داخلك...تأخذ فى الإعتبار إختياره كحل؛ و لما لا؟؟!
ذلك الشعور القابض فى صدرك؛ كأن فى منتصفه واحة خضراء قررت أنت تبتلعها رمالك اللتى حولها فى أحشائها فلا يبقى سوى الرمال الجرداء الحارقة...
نعم...نعم !؛ إنه ذاك الشعور. مرضى, أليس كذالك؟
مجرد أفكار و تصورات لهذه النار بداخلك و هى تحرقهم جميعا؛ بمبانيهم, ببزاتهم, بشاراتهم, بنسورهم منبسطة الأجنحة و هم معلقون يرجون الرحمة، محاولين جمع اطرافهم بعد أن أصبحت اشلاء
تصور و هم, بفضل غضبك, على الجانب الآخر من السلاح, تكاد أيديهم أن تلمس السقف و أنت تكتشف بطرف السكين إذا كان لديهم قلب داخل ضلوعهم أم لا
ياللرضا!!!
أوقد تلك النار فستجعلك تفكر و تعطى الإنتقام و التخطيط
ما لديك لتخسره فى المقابل؟!
العلاقات اللتى ستذبل لعدم إهتمامك بها؟ عبث !
حياتك؟ أحلامك؟
حبك؟....
صدقنى, سيكون لديك متسع من الوقت لكل هذا و تحقيقه تو الإنتهاء من القضاء "عليهم"؛ بل ستستطيع تحقيقها فى أمان, دون أى تهديد, بعد القضاء آخر واحد منهم
فهل سيبقى شيىء سوى الخير و الجمال و الحب بعد القضاء على كل الشرور؟...
هيا بنا
-------------------------------------
هل ما قرأت يشبه افكارك و معتقداتك فى وقت من الأوقات؟...هل لاتزال هذه الأفكار لديك و تتبعها؟
عدم موافقتى على النزول يوم 25 يناير كانت نابعة من شعورى ان كل ما تم تأجيجه هو الغضب و الرغبة فى الإزالة (اللتى لم يتم التنفيس عنها صراحة عشان "ما نخربش البلد و الشرطة دول إخواتنا")
قيل أن الغضب نار قد تحرق المغضوب عليه لكنها بكل تأكيد تحرق الغاضب أولا
بس سيبك...
الغضب غير العنف؛ فالأحلام تحتاج قوة لتحقيقها فى الواقع مع قوة لحمايتها, و قد يتطلب الأمر أن تكون هذه القوة عنيفة
حديثنا هنا عن الغضب...
أرفض الغضب و التحرك لإزالة الشر "كغاية" أو منتهى الآمال
إزالتك للشر لا تصنع إلا فراغ حيث كان الشر موجود؛ مجرد فراغ
و إن لم يكن الخير قادرا على ملئ هذا فسيملأه الشر ثانيا
و هذا ما حدث: تحولنا من عيش حرية عدالة إجتماعية لإسقاط النظام لرحيل مبارك
و رحل مبارك...مش ده اللى كنا عايزينه؟
تخيل أما كل أملك إنك تهد حيطة...و هديتها، قاموا بانيين واحدة تانية
تخيل بقى إن أملك إنك توصل لمكان جميل...و لقيت حيطة قدامك فهديتها "عشان توصل للمكان !"
لو هدفك الوصول للمكان كغاية و أصريت على ده, لو حطوا قدامك 100 حيطة هتهدهم
قد يكون منافيا للبديهية لكن قوة الحب أقوى بمراحل من قوة الغضب
و هذا ما آمل فى إلهامه و إستغلاله
قد يكون منافيا للبديهية لكن قوة الحب أقوى بمراحل من قوة الغضب..........ممكن تكون قوة الحب اقوى من قوة الغضب والكراهية .....بس ده في حالة البناء يعني ما تعوذ تبني الحب يخليك تبني,,,,لكن الهدم مفيش زي الكراهية توصلنا ليه......احنا محتاجين نهدم عشان نبني
ReplyDelete