Thursday, July 26, 2012

نقد لحلقة معز مسعود ونبذة عن النصب بإسم الدين؛ مصطفى حسني كمثال

أنا ورايا بتاع ٥ أجزاء متأخر فيهم لو ماشي بنظام جزء في اليوم، لكن تويتة حلوة لصديقة مقتبسة فيها مقولة لمصطفى حسني أخدتها كعلامة إني أخلص التدوينة اﻷول
ربنا ينعم علينا بالتواضع دايما حتى ﻻ يصبح المرء ما يرفض وجوده وحتى يتقبل المرء المختلف عنه والغير متزن بدلا من أن يرفضه...
بسم الله الرحمن الرحيم
--------------------------------------------

دي حلقة معز مسعود اللي أنا هاكتب نقد ليها


مقدمة
أوﻻ، وجب التعريف بوجهة نظري اللي نابع منها النقد
أنا شخص فلسفي روحاني. تساؤلي الوجودي واللي رحلتي هدفها اﻹجابة عنه هو ببساطة "اﻹنسان إيه وبيشتغل إزاي؟"
عشان كدة بداياتي كانت في الهندوسية أو النموذج الهندي للروح (الكونداليني والشاكرا) و بعدين النموذج الطاوي أو الصيني (التشي) وبفضل معلمي شفت المنظور الروحاني في اﻹسلام وبدأت أحلل حاجات كتير، أحاديث وتشبيهات وآيات قرآنية، من خلاله
فمثلا إن الصراط المستقيم، بعيدا عن اللي هيبقى موجود يوم القيامة، بيتشابه كتير اللي بيتقال عليه بالـ"طريق المتوازن" في البوذية و"إنسجام التذبذب الطاقة" في الكونداليني (أو حاجة كدة)
يعني من اﻵخر الصراط المستقيم فهمته بالمنظور الروحي كتشبيه للإتزان والوسطية وتوازن الطاقات المتضادة داخل اﻹنسان مما يؤدي للسلام الداخلي والراحة والصفاء



ده شايفه روح الدين والهدف منها
وبالتالي أي حاجة بتتقال تحمل ضمنيا مفاهيم أو مشاعر أو معتقدات تخل بالتوازن (تفضيل التسيب عن التزمت والتشدد أو العكس) ﻻ أعيرها إهتمام ﻷنها، في رأيي، أخلت بالهدف اﻷصلي والنهائي للدين
------------------------------
النقد:
أوﻻ، يتكلم معز عن اﻹنسان الباحث عن الحقيقة والتساؤل وعدم تعلقه بالشهوة عشان هاتبوظ الفهم
نقدي هنا: هل يعتبر الشهوة جزء طبيعي من اﻹنسان أم إنها "حاجة غلط فيه"؟
على فكرة هي ﻻزم حاجة من اﻹتنين ﻷن لو وافقت على اﻹتنين (طبيعية وغلط) يبقى كدة إعتراف ضمني إن ربنا خلق حاجة غلط

نكمل. أنا باقول إن ﻻزم اﻹنسان يفهم شهوته ويعيشها بمشاعرها ويفهم معتقداته وقراراته اللي كونها حواليها وإن إنكار اﻹنسان لشهوته ومحاولته لكبتها، بغض النظر عن كونه يؤدي للإنحراف عن الصراط المستقيم بشكل أقوى وأعنف من التسيب والهوس بالشهوة، هيؤدي إنه ينكر جزء محوري من طبيعته ونفسه وبالتالي هاينكر جزء كبير جدا من الحقيقة اللي بيحاول يشوفها
فعمق ودقة وأسلوب رؤيتك لنفسك منه رؤيتك للعالم ومن وما حولك

وهنا رأي الشيخ الشعرواي عن الشهوة


ثانيا، ما علاقة زيادة أعداد المؤمنين التي ذكرها اﻷستاذ الباحث اﻷجنبي ومعز، بصحة وإثبات أن منظور الدين حقيقي وأن الله موجود؟
هل اﻹحصائيات التي إستنتجت أعداد المسلمين إستطاعت أن تأخذ في اﻹعتبار إيمانهم وعلاقتهم بربهم أم أنها فقط تدل على "المقيدين بالكشوف" كمسلمين؟
مثل الكثير من أصدقائي (مسلمين بطاقة) كما يسمون انفسهم، وهم في الواقع ملحدين
وحتى إن كان عدد المسلمين والمعتقدين في وجود الله إزداد، ما دلالة هذا على صحة اﻹسلام أو صحة ما تقوله عن اﻹسلام؟
تذكرت اﻷنباء الركيكة عن "(ﻻعب كرة مشهور) يعلن إسلام، الله أكبر، كام ﻻيك وشير؟"
نعم يعني، أعمل إيه أو الدين إستفاد إيه أو دل إيه ده عن الدين؟
هل الرسول (ص) عندما بدأ في نشر الدعوة كان من حوله مؤيدين له وموحدين بالله وساندوه؟...دي وجهة نظري

ثالثا، العتاب على الحشو المعلوماتي الزائد وذكر المتطرفين المخالفين فقط أو ٩٠٪ من الوقت
لماذا مثلا ﻻ يتكلم عن المجانين والمتطرفين تحت راية وإسم "اﻹسلام" اللذين "بيعملوا حاجات غلط بإسم  الدين" التي إتخذها هؤلاء الملحدون المتطرفون سببا كافيا للإبتعاد عن الدين كإبتعاد عنهم؟
لماذا ﻻ يتم نقد هؤلاء مثلهم حتى يتضح فعلا الطريق المتزن والصراط المستقيم المراد التقرب منه والوسطية في الدين بدلا من، ببساطة، ذكر أن ما بنى عليه الملحدين آرائهم هي "حاجات غلط بإسم الدين ومش في الدين، فرأيهم ده فاكس منه، اللي بعده"؟
هذا يحول الخطاب من خطاب إستخدام واﻹستعانة بآراء الملحدين في إثبات وجود الله الى مجرد خطاب معادي للإلحاد وهو ﻻ يكفي ﻹثبات وجهة نظرك؛ فليس معنى أن وجهة النظر المضادة لي خاطئة أني صحيح؛ يمكن إحنا اﻹتنين غلط
 (وهذه علامة الوسطية الواعية حقا؛ إستيعاب المضاد وإستطاعة إستخدام قوته المضادة لك لصالحك)

هل وجود الله إستطاعت إثباته برفض الناس لمن يرفضون وجوده وﻻ بإعتراف من رفضوا وجوده سابقا، بوجوده اﻵن؟ إيه اللي أثبته أكثر من إن الناس اللي رافضة وجود الله "ما بتفهمش" عشان كدة ربنا موجود؟

-----------------------------------------

النصب بإسم الدين

السبب إني قلت نقد في حلقة معز إنه الوحيد اللي في رأيي فيه "لحسة" من اﻹتزان اللي ممكن أوي يكون إعتقاد خاطيء مني، فرقته عن الباقيين مثل عمرو خالد ومصطفى حسني وغيرهم من السبوباتية

وعادة ما بتكلمش عن اللي زي عمرو  خالد وشيوخ الميكروباص ﻷن كلامهم هش ونقده مش هايجيب وﻻ يودي ﻷن محدش يسعى للإتزان هايمشي وراهم كتير أو هايمشي من غير تردد؛ فلا دول منهم حاجة وﻻ اللي ماشيين وراهم عايزين يتزنوا أصلا

لكن بالصدفة شفت الحلقة دي لمصطفى حسني وحبيت فعلا أعلق ﻷن النصب هنا بلعب نفسي وبرمجة لغوية عصبية وبقت الطريقة وسخة فعلا وبتستغل العقد والستيجمات اللي هي أصلا سبب الضيق وعدم الرضا، لربط المشاهد بيه على حساب سلامته الروحانية والنفسية
مجددا، كل نفس بما كسبت رهينة؛ أنا ما بقولش إن مصطفى "تسبب" في العقد اللي عند الناس أو حتى تفاقمها، اللي بقوله إن اللي بيحث عليه، لو الشخص إختار إنه يتبعه ويعتقد فيه، بيؤدي لعدم توازن روحي وعاطفي ومنه عدم توازن معتقدي وحياد عن الصراط المستقيم واﻹتزان، عادة نحو التزمت وكره جزء من الذات

إزاي أعرف الكلام ده؟
ﻷني قضيت سنة في غياهب ما قدمته مادة وفيديوهات وكتب التنمية الذاتية أو التمية البشرية (self-help material) ومعظمهم كانوا نصابين يهدفون ﻹستقطاب أصحاب عقد ومفاهيم مخلة باﻹتزان بحجة أنهم لديهم الوسيلة (السهلة/المريحة/السريعة...الخ) "للتخلص" من ما يؤلمهم ويزعجهم وما يفعلوه حقا هو تغذية رغبتهم في الهروب وإستغلالها بربطهم بمادتهم أكثر حتى يؤمِّنوا لنفسهم نسب مشاهدة أعلى ومبيعات أكثر لموادهم

زي اللي عشان يمشي وراه ناس كتير يقول لهم إنه عنده الوسيلة للهروب من "العو" اللي هياكلهم وبيجري وراهم ويكون هو اللي عمل أو على اﻷقل قادر يتحكم في العو ده (مش في خوف الناس وهروبهم منه)


دي حلقة مصطفى حسني: سحر الدنيا - النفس والشيطان

هاشرح من خلالها وفي نقط بسيطة إزاي بيتم النصب بإسم الدين وإستغلاله كسبوبة بالطريقة الصايعة دي:

مبدئيا بيعتمد على قابلية أو إعتقاد الشخص إن فيه إرادة حد أو حاجة خارجه قادرة تتحكم بجزء فيه (مشاعره، أفكاره، أفعاله، معتقداته...الخ)؛ ده اللي الشخص إختار اﻹعتقاد فيه، وإنه لو عمل حاجة معينة هاتأثر على اﻹرادة دي ومش هاتخليها تعمل اللي هو مش عايزه، او هذا ما يحاول فعله؛ التحكم بإرادة خارج إرادته (مثال: ما"خليش" حد يشتمني، أمنع أي حد إنه يبص...الخ في حين إن الواقع هو إنك محدش يقدر يتحكم بإرادة غير إرادته وكيفما شاءت أن تكون)

يقوم أوﻻ بتأكيد هذا المعتقد وربط حالة شيء أو جزء بداخل الشخص (حسب اللي شايفه هاياكل مع ناس كتير؛ الحب والعلاقات مثلا) على إنها يتحكم بها شخص او شيء خارج إرادة الشخص المعني (إنت يعني) وفي الحالة دي بيبقى الشيطان أو/و الله (ربنا لو بيحبك هاتحس بيه وبنوره اللي هايريحك، الشيطان بيخليك تفكر في...وتحس ب... وبيزقك إنك تعمل....)

ثانيا، ﻷن اﻹرادة الخارجية أو حالة الكيان الخارجي المتحكم فيك في الحالة دي (الله والشيطان) ﻻ يمكن اﻹستدلال عليها من الكيان نفسه (يعني مافيش وسيلة تسأل ربنا ذات نفسه هو بيحبك وﻻ ﻷ ويديك إجابة مسموعة أو مكتوبة أو محسوسة زي خبطة على كتفك، تدل لك على رأيه فيك)
ﻷن اﻹرادة دي غير يمكن اﻹستدلال على حالتها بشكل يراه الجميع، يفترض الداعية أو المُقدِّم رد فعل هذه اﻹرادة لما تفعله وتأثير رد فعلها ده عليك
مثلا، اللي ما بيصليش ده ربنا غضبان عليه وبيخلي عيشته ضنك وتحصله حاجات وحشة
(لكن يرجع يقول لك ربنا بيبتليك عشان إنت مؤمن وبيحبك)

وفعليا، يتحول الشيخ أو الداعية الى حاجة تستدل منها على "الشيطان بيعمل فيك إيه" أو "رضا ربنا عنك" ويبدأ المشاهد في سؤاله أسئلة مثل "هو ربنا غضبان مني؟ أنا بنسى أصلي وما بقراش قرآن وبتحصلي كذا، هو غضبان عليَّ؟"
وطبعا يرد الشيخ او الداعية ردود إفتراضية عن رضا الله وغضبه عن ما فعله هذا العبد تحديدا
وكأنه سأله ورجه يرد على المشاهد

آخر حاجة بقى ودي "الفينيشينج" بيبقى السياق العام لما يتحدث عنه وهو الترهيب وتغذية الخوف بشكل عام وتمجيد اللي هايحصل أما أخيرا الشيطان ما يتحكمش فيك وربنا يرضى عنك وهايحصلك إيه أما ده يحصل، ده إنت هاترتاح وترضى والدنيا تتفتح لك وربنا يسهلك، هاتتظبط يا معلم
ده طبعا بعد وصلة طويلة من إزاي إنت بتغضب ربنا وبيعمل فيك إيه عشان إنت اغضبته وإزاي الشيطان متحكم فيك وأضلك

واللي عايز يلاحظ ده، يركز في قد إيه قال لك "تعمل إيه" عشان "ترضي ربنا" مقابل "ما تعملش إيه" عشان "ما تغضبهوش" أو "عملت إيه أغضبه أو ممكن يغضبه"
ويركز برضوا قال لك ترضي ربنا إزاي (وﻻ) اللي هايحصل لك بعد ما ربنا يرضى عنك، وماقالش تخليه يرضى عنك إزاي؟
وهتلاقيه بيقول كتير إزاي أغضبته ويرجع سبب مشاعر أو أفكار أو أحداث لغضب ربنا عنك...

الفرق بين اﻹتنين محوري زي إنك تحاول ترضي حد وإنك تحاول ما تزعلهوش؛ النية اﻷولى تحفز الحب والمحبة وهي ما تؤدي للإتزان (الحب والمحبة، وليس الهوس) والنية الثانية تحفز الخوف والرهبة وهي ما تؤدي للإخلال بالتوازن واﻹنحراف عن اﻹتزان والصراط المستقيم، وفقا تجربتي وتأملاتي

من الحاجات آخيرا اللي تؤكد ربط المشاهد بالمقدم هي إنه في اﻵخر يقول حاجة زي "هانتعرف إزاي نرضي ربنا وننعم برضاه وإرتياح قلوبنا، في الحلقة الجاية/بعد الفاصل...الخ" وده بعد ما يكون غذى الخوف والقلق وضيق القلب على قد ما يقدر
فيقوم الشخص اللي إختار إتباعه، يتابعه الحلقة الجاية، يشير الحلقة دي، ويجيب الجزء التاني...
ويلاقي الجزء التاني زي اﻷول؛ كله خوف وترهيب وفي اﻵخر...نفس اﻹفيه

وهكذا...وهكذا
-------------

بنفس المنطق الخاطيء، ممكن تغضب ربنا وتكسب من حرام ويغضب عليك ويعاملك زي اللي بيبارك في رزقهم الحرام جامد ويديك أكتر، وممكن ترضيه ويرضى عنك ويبتليك بمصاعب ومصائب يختبرك بيها زي ما بيختبر عباده الصالحين...هل الداعية من إياهم يعرف الطريقة إن ربنا يرضى عنك من غير ما يبتليك؟

اﻹجابة هي إن مشاعر اﻹنسان وحالته ورضاءه ﻻ ينبع من ما يحدث له بل من رد فعله تجاهه؛ أكيد شفت ناس حالتها أصعب منك لكن ضحكتها صافية، كريمة ومعطاءة ومرتاحة البال
هي مرتاحة البال ولنفترض إنت مثلا بتقلق أكتر منهم، مش عشان بيحصل لهم مصاعب؛ لكن عشان بيتعاملوا معاها بشكل احسن منك
زي الفرق بين اللي يشتمك وتقوم ماسكه ضاربه ومطلع ميتينه ومتعصب، وبين اللي يشتمك فتسامحه أو تعذره وتختار إنك تفضل مستريح ومتزن ومكمل طريقك نحو اللي عايزه وبتحبه

اللي تعبك وعمل لك أزمة مش إنه شتمك؛ إنك رفضت الشتيمة دي، وغضبت وخفت من عواقبها (كرامتك تتهان والناس تقول إيه ويعاملوك إزاي، مثلا) وحاولت تتحكم فيه وتخليه يعتذر/ مايعملش كدة تاني...الخ
في نفس الوقت، سماحتك وسلامك الداخلي اللي خلاك تعذره وتسامحه وتحافظ على إتزانك هو اللي ريحك، مش إنه شتمك وﻻ حتى إنك "ظاهريا" قلتله الله يسامحك وما شابه

إنما اﻷعمال بالنيات
النيات فعلا بتحدد إتزان الشخص ومشاعره سواء حب أو خوف (على شاكليه؛ الهروب والهوس)
لكن النيات مستويات وبتتراكم فوق بعض (بسميها أنا "القرارات")

لكن ده موضوع تاني لتدوينة تانية
-----------------------------

المهم، رك

Tuesday, July 24, 2012

جنة خيالاتي وجحيم عقلي

ذكرتني الصورة بها فأرسلتها لها مع صباحا بالخير....
كنت قد مررت بليلة غريبة حيث نومي وإستيقاظي كانا بسلاسة و نعومة إنزلاق وشاح فينوس الحريري عن عنقها وكتفيها والتقاطها له وإرتداءه مجددا
ولك أن تتخيل حال ما بين الخلود للنوم والإستيقاظ، كيف كان.

ردت على الصورة: الفراشات تغزو الخيال

فكرت بتلقائية..وتأملت ما قالته...
ثم سألتها: أتظنين أننا عندما نموت، نعيش في خيالاتنا وعقلنا؛ لذلك سيذهب الأخيار والطيبون الى الجنة والفردوس التي صنعوها في ظلمات الدنيا وسيذهب الأشرار وأصحاب النوايا المعكرة، الى الجحيم...جحيمهم؟

...

فلم ترد
ومضيت في التفكير...والإبتسام
:)



Sunday, July 22, 2012

بين الظلام والشر وبين النور والخير

النور والظلام والرؤية
ما هو الهدف؟...هل الهدف النور المطلق أم الظلم المطلق؟
أم الهدف هو  الرؤية؛ أن ترى بوضوح؟
وإن كان الهدف هو  الرؤية...أﻻ يعمي النور المطلق تماما كما يعمي الظلام المطلق؟
إذا فما يجعلك ترى؟...ما يجعلك ترى هو بعض من الظلام والنور، وشيء ثالث غيرهما في نفس الوقت؛ هو توازن وإنسجام بين الضوء والظلام، تماما مثل وقوفك متزن؛ جزء منك في اليمين وجزء آخر في اليسار لكن "أنت" وجسمك ككل بين اﻹثنين وليس في أي من اﻹتجاهين

 كذلك النور والظلمات والفرق بين أن ترى وأن يُعمى بصرك

--------------
ﻻ تخلط بين الظلام والشر وبين النور والخير؛ فالظلام والشر أدوات تستخدمها، مقادير، والخير والشر نيات وغايات تُستخدم اﻷدوات من أجل الوصول اليها وتحقيقها

وﻻ يحاسبك الله، كما قال، على ما تستخدم...بل يحاسبك على النيات والغايات
فنحن ﻻ نختار أدواتنا بين الظلام والنور؛ ما يحدث لنا أثناء نشأتنا من تحديات يجعلنا نركز وننمي تلقائيا اﻷدوات اللازمة لتخطيها
وما نواجهه خلال نشأتنا من إنحراف سواء نحو النور بشكل أكثر أو نحو الظلام بشكل اكثر يجعلنا نولد تلقائيا الظلام أو النور اللازم بداخلنا، لمكافأة هذا اﻹنحراف والوصول للتوازن واﻹنسجام

كما قيل عن اﻷطفال أنهم إن لم يُضعوا في مواقف تفرض عليهم إستخدام قدرة أو موهبة ما فإنهم لن يطوروها مثل اﻷطفال الذين ولدوا وعاشوا أولى سنواتهم في الظلام الدامس الذين لم يطوروا القدرة على اﻹبصار

وفي حين أن اﻷداة التي وجدت موهبة إستخدامها ليس لديك خيار فيها حيث أنك ﻻ تختار التحديات التي تحدث لك منذ الصغر، فإن النيات والغايات (الخير والشر) هي ما تختاره تماما دون تدخل
الفرق بين الخير والشر هو الفرق بين إستخدام آداتك وموهبتك في الحث على التوازن مقابل الحث على إخلال التوازن واﻹنحراف؛ سواء في اﻹتجاه التي وجدت ما حولك منحرف فيه أو نحو اﻹتجاه المعاكس

ﻻ حاجة للنور سوى في الظلمات
وﻻ حاجة للظلام سوى في مجابهة الضوء الساطع

الشر هو محاولة القضاء على الظلمات تماما وحصر الوجود على الضوء المطلق
وكذلك محاولة القضاء على النور تماما وحصر الوجود على الظلام المطلق
أما الخير فهو ما يستوعب اﻹنحراف، ايهما، بدلا من أن يحاول القضاء عليه أو إنهائه أو التحكم به ليتغير

وﻷني ما أنا فسأقول ما سأقوله:
طوبى لفرسان الظلام الخيِّر
من ولدوا في ضوء تام ساطع، حجب الصراط عن اﻷعين
طوبى لمن حافظ على ظلماته في مواجهة آﻻم الضوء الساتر
طوبى للخيِّرين الماضين في رحلتهم بمفردهم، وإن صادفوا بعضهم في مفترق الطرقات
طوبى للخيِّرين أي إن كانوا وأينما كانوا وكيفما كانوا
وخاصة، طوبى لفرسان الظلام الخيِّر



Friday, July 20, 2012

لمحة عن الرمزيات في الدين: اﻹسلام ونخل الجنة وجمر جهنم

مبدئيا، بدأت اليوم، أول رمضان، قراءة أول جزء في القرآن في محاولة لفهم المنظور الروحاني ما إستطعت لكن من مصدر خام؛ غير مفلتر من رؤية ومنظور شخص آخر
أحب أقول إني اوﻻ إستمتعت فشخ وبحمد ربنا إني ما قريتهوش تحت ضغط المجتمع وقريته دلوقتي بعقليتي دي. ثانيا، مخلي جنبي نوتة بأرقام اﻵيات اللي شدت إنتباهي للبحث بعدين
ثالثا، أول جزء ٢٠ صفحة بس ! حلوة قوي :)
-------------------------------------------------------------------------------------------

كلمات معلمي (ﻻوتشي) سامر حسن في وصف القرآن بأنك لو صنعت آلة فبالتأكيد سترفق معها كتيب إرشادات إستخدام لمن سيستخدمها، وليس هذا فقط بل يجب أن يكون الكتيب في صيغة حتى يكون سهلا حتى على الضعيف عقليا، فهمها
وهنا أشار الى أهمية وجود الرمزيات والتشبيهات مثل "جزاء هذا الفعل قصر في الجنة" أو "عقابه الكي بجمرات جهنم"...الخ "عشان مش كل الناس هاتستوعب الكلام اللي بنقوله أنا وإنت واللي زينا عن التوازن والروح والين يانج ده" (كما قال :)

إذن، أهمية التشبيهات دي هي وصف لطبيعة شيء اعمق وأبسط من "قصر في الجنة"
هل سيبنى لي قصر في الجنة إذا، مثلا، ساعدت محتاج؟ ﻻ أعرف

ولكن ما أعرفه هو أن نية وفعل الخير له يحدد توازن الشخص روحانيا وعاطفيا

ومن أكثر التشبيهات محورية ﻻحظتها مفهوم "الصراط المستقيم"
قد يكون الصراط المستقيم هو الطريق الذي سنسير عليه يوم القيامة فوق النار الى الجنة وهو في كحد السيف...الخ. مجددا، ﻻ أعرف
ولكن ما أعرفه هو أن في البوذية وكل المذاهب الروحانية التي تطرقت اليها كان هناك دائما مفهوم التوازن (الطريق المتوازن، إنسجام ذبذبات الشاكرا أو مراكز الجسم مع بعضها...الخ)

ومفهوم الصراط المستقيم يتشابه كثيرا معه ويتحول معه، الصراط المستقيم الذي نسأل الهداية اليه في سورة الفاتحة، الى شيء حسي وهو التوازن الروحاني الداخلي أو السلام الداخلي؛ يتحول من ظاهرة في يوم ما الى هدف وخبرة حسية شخصية؛ سواء القرب منه أو اﻹنحراف عنه بالتسيب أو التزمت

وفي ضوء هذا أرى أن اﻹنسان لن يدرك الكمال (عدم اﻹنحراف عن الصراط المستقيم)  ولكنه دائما يتذبذب والهدف من الدين والمذاهب الروحانية هو تقليل تلك التذبذب الى بين حدود مقبولة وصحية ومفيدة. من هذا، ارى تعاليم الدين ليست كخط مستقيم ولكنها كحدود وخطوط رسمت في اﻷرض على بعد مسافة محددة على جانبي الصراط، توضح متى يكون اﻹنحراف صحي ومتى يكون مضر (سواء التسيب أو التزمت والتشدد!) وهذا تعريفي للحلال والحرام وماذا يجعل الحلال حلالا والحرام حراما بعيدا عن ذكر هذا في القرآن والسنة

إستنتاجي من طبيعة التشبيهات هو أنه هناك هدف أعمق لها وهو وصف تأثير  الفعل على إتزان الشخص؛ فتشبيه ثواب فعل بأشياء مادية في الجنة يكون دلالة على مدى تقريب هذا الفعل والنية المصاحبة لها من التوازن والصراط المستقيم، والعكس صحيح
وهنا يجب البحث عن المعنى والتأمل والمناقشة وإستيعاب نظرة الشخص للدين والطبيعة "مع" نظرات أخرى 

اﻹستنتاج الثاني هو التعامل مع تعاليم الدين واﻹلتزام بها بشكل أنضج من مجرد "جييم" بنعمل حاجات نعلي بيها "اﻹسكور" عشان ندخل الجنة ونهيص ونعط براحتنا
فهي دليل لطبيعة تجربة نعيشها بكل ما أوتينا من جوارح وبها أيضا الوسيلة لتحسين تلك التجربة؛ الحياة والعيش في الدنيا

فالهدف من الحياة هو إعمار اﻷرض، والهدف من الدين إرشادنا للصراط المستقيم والتوازن الداخلي ومع ما خارجنا وإنسجام إرادتنا مع اﻹرادة اﻹلهية المتمثلة في سير وطبيعة كل ماهو غير إنساني الذي ليس لديه إرادة مستقلة

وأخيرا، أن التزمت والتشدد ضرره على الشخص والمجتمع نفس ضرر التسيب والرذيلة، وأن معصية الله تكون في الشكلين ليس هناك ماهو أفضل من اﻵخر ؛ بل إني أجادل أن التزمت يضر أكثر ﻷنه يسيء الى الدين وينفر منه والله يهدي من يشاء
فكما قلت، ارى ان الهدف من تعاليم الدين هي "مساعدة" لمن "يريد" التقرب من الصراط المستقيم، المعتدل؛ ﻻ يمين وﻻ شمال

بس خلاص (على رأي شعبوﻻ)

Thursday, July 19, 2012

تأمل الموت والروحانية المعاصرة...يا فرحة الساموراي بينا

الخوف من الموت والخوف من المجهول

منذ فترة عند التأمل في مفهوم "الخوف من المجهول او الموت" وصلت الى إستنتاج أن "الخوف من المجهول" وصف مجرد لا يصف حقا ما يمر به الشخص. تعريفي أنا للخوف من المجهول هو "الخوف من أن يكون المجهول، المستقبل أو ما بداخل الأشخاص، هو ما نخشاه (الفشل، الألم، إعتقاد الآخرين بأنك شيء لا تريده...الخ)
و نفس الحكاية فيما يتعلق بالموت؛ فالموت وما يتبعه مجهول، فوجدت نفسي اخشى، تحديدا، "كيفية الموت" او الطريقة التي سأموت بها؛ فهل سيكون رد فعلك اذا تأكدت أنك ستموت عجوزا على سريرك حولك عائلتك ومن تحب، نفس رد فعلك اذا تأكدت بما لا يقبل الشك أنك ستموت من التعذيب أو في حادثة سيارة بعد معاناة سكرات الموت؟
أترك لك الإجابة

تأمل الموت

إحدى التدريبات الآساسية والروحانية للساموراي لصنع منه المحارب الحق
تأمل الموت، كما قرأت عنه، هو عندما يجلس المحارب لتأمل أبشع طريقة للموت وأكثرهم يخشاها؛ يتأملها، يعيشها كما أنها تحدث، ويتعلم تقبلها وعدم مقاومة بشاعتها بينما تحدث له عقليا
فما هو الهدف؟ الهدف هو عكس ما عادة يفعله الأشخاص عند التفكير في كيف سيموتون؛ عادة ما يكون إختيار التفكير في طريقة الموت او ما قد يسبب الآلام هو محاولة للتنبؤ بها لمعرفة كيفية تفاديها أو منعها من الحدوث
أما في تأمل الموت فهو التدريب على فعل و البوح بما تؤمن به الذي قد يتسبب في موتك أو آلامك؛ فتتدرب على تنمية إيمانك بتحقيق ما تريد وفعل ما يلزم لتحقيقه بدلا من الخوف من ما لا تريد

واضحة ولا مش؟...المهم

روحانية معاصرة

الإسم ده بتاعي على فكرة، مش مقتبس من مفكر فذ أو حاجة
عند قراءة وصف تأمل الموت في كتب الساموراي وأمثلة له أجد أشياء مثل "تأمل الموت عن طريق إفتراس الحشرات له، كان هذا خوفه الأكبر، فكان يقترب من حشرة منهم ويتامل شعورها على جسده، وشعور قرصتها، ويتعمق في خوفه ويتصور المئات والآلاف منها بمشيهم على جسده وقرصهم له حتى يقتلونه أخيرا"

وبسبب أني لا أعرف أي شخص صادف او مارس هذا فلا أستطيع سوى مقارنة هذا بنفسي
لم أتعمد ممارسة تأمل الموت؛ كان هذا صدفة أثناء محاولة فهم علاقة الإنسجام والتحكم بين الشخص وما خارجه، وكمثال عليها الحب والقدرة على الحب (او المحبة) والخوف وما أخاف منه ("الظل"، كما أحب ان أدعوه)

بغض النظر، وجدت أن خوفي هو آلام والموت من الضرب المبرح من شخص ذي قوة ساحقة في وسط تجاهل وإنكار ورفض من أعرفهم لي بسبب ما أمر به

الفرق
 بين منظور الروحانية في زمن الساموراي وزماننا (المتمثل فيَّ بس للأسف) الذي رأيته هو أن العلاقة بين الشخص وخارجه وقتها كان أغلبها مع قوى الطبيعة اللي مالهاش إرادة مستقلة عن الإرادة الموحدة أو إرادة الله ودايما في التوازن داخلها ومع ما خارجها
أما "الإنسان المعاصر" (اوأنا تحديدا) فغالبية العلاقة بينه وبين خارجه تكون مع أشخاص آخرين؛ إرادات مستقلة عن الإرادة الموحدة وأغلبها يكون إختار الإنحراف عن الإرادة الموحدة والتوازن

يمكن أن نعتبر أن حياتهم كانت تفتقد الرفاهية التي نتمتع بها الآن ولكن أظن أنه كان سهل عليهم بالمقارنة، التأمل وفهم الشخص لطبيعته وتناقضها وإنحرافها لأن معظم العلاقات مع خارجه كانت مع الطبيعة، الإرادة الموحدة التي هي دائما نحو التوازن
عند محاولة فهم لطبيعتك بتناقضاتها فإنك تستنتجها من خلال علاقتها مع ما خارجها؛ فالأسهل بالنسبة لك لفهم إنحرافك سواء لليمين أو اليسار هو أن تقيسها على ماهو مستقيم...(الطريق المتزن، الصراط المستقيم، حالة الإنسجام...الخ)

تخيل صعوبة في إدراك ماهو مستقيم من خلال قياس إنحرافك بما هو منحرف أصلا...أن تحاول أن تضبط دفة قارب وفقا للشمال ولا يوجد لديك سوى أكثر من بوصلة منحرفة نحو إتجاهات وحدية مختلفة
هذا هو محاولة إدراك حالة الإنسجام والإتزان وكل علاقاتك مع من خارجك تكون مع بشر

ليه بقى الواحد يعمل كل الكلام ده؟؟؟

سؤال مهم نيك بقى...ليه الواحد يقعد يدعبس في الظلمات اللي جواه واللي براه والمخاوف وكدهون؟؟
معروف في أساليب التعذيب، بغض النظر عن الإجهاد العصبي والحرمان من النوم، إن الخوف من الآلم  مؤثر (بيوجع) أكتر من الألم نفسه
أتأمل الموت والميتة اللي خايف منها أكتر لفهم الخوف؛ لفهم كيف ولماذا أخاف حتى أفهم  كيف أستطيع أن احب وأولد القدرة على المحبة وحب العلاقة التي أريدها حتى مع أفكار إحتمالية حدوث ما لا أريده (العلاقة التي لا أريدها)
لأن المعاناة الحقيقية غالبا ليست في حدوث ما لا نريده ولكنها في محاولة منعه من الحدوث أو الهروب من آثاره

ولأن الهروب ومحاولة منعه هو غالبا ما نتعلمه جميعا من تقليد من حولنا منذ بداية وعينا لما حولنا، يستلزم الأمر التأمل والمرور من خلال كل قرارات الشخص بتأمل شعور الخوف للوصول لكيف إختار الهروب وتحت أي معتقد غير متزن، ويتأمل هؤلاء لإستنتاج المعتقد المتزن وكيفية حب ما يريده مع قبول حدوث وعواقب ما لا يريده، داخله وخارجه

Sunday, July 15, 2012

Random Lyrics...MY ASS !! o.O

What's going on? could this be my understanding?
It's not your fault, i was being too demanding
I must admit it's my pride that made me distant
All because, hoped that you'd be someone different

بتحصل أحيانا...وفي المعظم نلقي ما حدث على شماعة الصدف...وهي في الواقع صدف
ولكن احيانا تكون الصدفة متطابقة لشيء معين بطريقة معينة تجعل من المستحيل تصديق أنها مجرد صدفة، بالإضافة  الى إكتشاف القدرة في إخراج طبقات متعددة من الأصوات من مؤخرة الآنف
There's not much i know about you
Fear would always make you blind
But the answer is in clear view
It's amazing what you'll find face to face
Face to Face - Daft Punk
القصة؟
القصة مشكلة سببها كسر وعود بعدم الحديث عن ما حدث
فما اقص إذا...؟
أقص لماذا خنت ثقة من لم يحملوا لي سوى المحبة ولم يطلبوا شيء في المقابل سوى إستيعابه والكتمان؟، ولماذا كذبت وكسرت وعود قبل أن تُغلق المكالمة التي صنعت خلالها تلك الوعود؟

ولكن لماذا أقص؟
لا أطلب العفو ممن جُرِجوا، فلا قيمة لكلمات سبقتها أخريات كاذبة
ولا أتوقع ممن يسمع التفهم...لنفس السبب تقريبا

أقص لنفسي...
فأنا خنت ثقة من أحبوني، وكسرت وعودي، وآذيت من حولهم. أستحق العقاب ما مضى وما يظل في طي المجهول
ولا تبرير ولا عذر لما فعلت
وأنا لأ أقص تبريرات أو أعذار بل أقص أسباب
أسباب وراء فعلي لما فعلت
ما هي؟ خوف وأنانية
أنانية في عدم أخذ في الإعتبار من لم يطلبوا سوى القليل مثل "هذا بيننا" أو "دعني وشأني، هذه أفكاري ومعتقداتي"
أنانية في إصلاح ما أفسدته  ومعالجة من أذيتهم كما أريد وليس كما يريدون؛ بأن أدعهم وشأنهم
أنانية في فعل ما أريد فقط، أنانية في الحصول على ما أريده
خوف من الأذي ممن حولي لحبي وعلاقتي بهم...وفي نفس الوقت خوفي من فقدان علاقتي بهم

وإعتراف أني لست شخصا سيئا...غبي، يمكن، وأوي كمان، لكني لست شرير

هذه الكلمات لتذكرتي
أما ما يمكن فعله فقد تم؛ التعلم من الأخطاء..والصلاة لمن أذيتهم بأن يجدوا السعادة مع من يقدرهم كما فعلوا معي
والمضي قدماُ...

Saturday, July 14, 2012

رغبات

يقول آليستر كراولي في Tao teh King & writings of Kwan Tze:
Nothing exists except as a relation with other similarly postulated ideas. Nothing can be known in itself, but only as one of the participants in a series of events. Reality is therefore in the motion, not in the things moved.
والترجمة: ﻻ شيء "يوجد" اﻻ كعلافة او في علاقة نسبية مع أفكار متشابهة، ﻻ شيء يمكن أن يُعرف بمفرده؛ فقط كأحد أطراف سلسلة من اﻷحداث. لذا، فإن الواقع يكمن في الحركة وليس في اﻷشياء المتحركة

توضيحي أنا لما يقوله هو أن تتخيل أنك لم ترى في حياتك اللون اﻷسود، ﻻ تعرفه...ماذا سيعني بالنسبة لك اللون اﻷبيض اذن؟ لن يكون هناك لون ابيض بدون اﻷسود، والعكس صحيح؛ فأنت ﻻ تعي لبياض أو سواد الشيء، ولكن درجة بياضه بالمقارنة بما تعرفه كأبيض وكأسود
اﻹثنين يعطون المعنى  لبعض

عند تأمل والتفكر في شعور الحب او الرغبة في شيء، أحيانا يكون محور تركيز الشخص على طبيعة ما يرغبه...وأحيانا يكون تركيز الشخص على ما يرغب في الشعور به وهو عند قربه أو حصوله على ما يرغبه

مثلا، يظن أن ما يرغبه الشخص هو امرأة ذات شخصية ناعمة ومستسلمة أو يريد الشعور بقوة إرادته...تظن المرأة أنها تريد رجل قوي وحازم أو أنها تريد الشعور باﻹستسلام في آمان

الواقع كما أراه؟
أن اﻹثنين ﻻ يريدون شيء بعينه، ﻻ يرغبون اﻻ في العلاقة بين حالة معينة بداخلهم (ما يشعرون) والطرف المرغوب في حالة لديه يرغب الشخص بها (مثال: رجل حازم/عطوف...الخ)

فإنا ﻻ نريد الشيء المرغوب بعينه وﻻ حالة بعينها، نريد اﻹثنين وﻻ نريد إحداهما؛ نريد العلاقة بينهما

نرغب فقط في العلاقة

تساؤﻻت للثوار...وكل واحد فيكم على كيفه يختار

  •  يعني إيه ثورة؟ هل اللي حصل في مصر ده، سياسيا، يعتبر ثورة وﻻ إنتفاضة وإحتجاجات واسعة بس؟
  •  "حاكموهم" دي بتطلب تحديدا من مين يحاكم مين؟
  •  لو وصفتك ﻹسقاط النظام والثورة هي اﻹحتجاجات الشعبية زي اﻹعتصام والمظاهرات والذي منه...إشمعنى ما نجحتش في سوريا بنفس النتائج على اﻷقل اللي حصلت عندك؟ مش بتقول إن اﻹعتصام شال مبارك والحزب الوطني والكام حاجة دول؟ ليه ما نفعش هناك؟
  • هل "الثورة" دي عواقبها وآثارها من إزالة رموز في السلطة، أضرت بالنظام وﻻ ساعدته في التخلص من عناصر في كانت مزعجة بالنسبة له (جمال والشلة)؟
  • كلنا بننتقد إن النخب والسلطة بيأثر فيها التعريص اللي حصلها، هل تظن إننا أثر فينا (كـ"ثوار") التعريص اللي حصل لنا بعد ١١ فبراير وإننا عملنا الفشاشيخ وسوينا الهوايل؟ تفتكر صدقنا نفسنا زي ما اللي في السلطة بيصدقوا نفسهم وﻻ ﻷ؟
  • هل فيه ثورة في التاريخ مش منظمة؟ ثوارها نزلوا بشكل عشوائي ضد عدو مش عارفينه أو فاهمينه (بدليل تأييدهم للمجلس العسكري) ليأتوا بنصر غير متوقع ومحسوب؟
  • كمية المطالب اللي طالبنا بيها لنفسنا أو حطيناها أولوية لنفسنا (حرية تعبير وعقيدة...الخ) هي هي من مطالب "الشعب" اللي ٤٠٪ منه تحت او على خط الفقر؟ او على اﻷقل من أولوياته؟
    بنشتغل عشان أولوياتنا وﻻ بنشتغل عشان اولويات الشعب؟...وﻻ بنشتغل نفسنا والشعب؟
    (الكلام عن المطالب السياسية واﻹجتماعية، بعيدا عن الحقوقية)
  • قلتلي اللي حصلت بقى إسمها إيه تاني؟...
  • عمرك سمعت عن ثوار، كل غايتهم وهدفهم ﻹسقاط حكم العسكر او واتيفر، هو إنهم يبقوا مصدر إزعاج؟

Friday, July 13, 2012

أحبوا أعدائكم...

بإذن الله المهمة الجاية هي قراءة وتدقيق في القرآن والكتاب المقدس بهدف إستخراج المنظور الروحاني فيهم بدون أي معالجة مسبقة؛ سواء دوغمائية (أصولية، دبش يعني) أو روحانية (صوفية...الخ)
السبب: زهقت من التفسيرات التي ﻻ تحاول إحتواء ما يناقضها وﻻ تناقشه وتنكره وتحاول اﻹنفراد بنفسها كالحقيقة وضياع التواضع في شكل إعتبارها جزء من "حقيقة" بين حقائق
-------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------



آخر ما وصلت له في التأمل في الوجود هو العلاقة بين الشخص (إرادته) وخارجه (اﻹرادات اﻷخرى: الناس التانية واﻹرادة الموحدة؛ سميها إرادة الله أو الطبيعة، التي تحكم كل شيء نحو توازن عام وتذبذب صحي)

العلاقة دي لها شكلين اساسيين: إنسجام (إنسجام إرادة الشخص مع اﻹرادة الموحدة) أو تحكم (محاولة الشخص للتحكم في إرادة خارجه و/أو العكس)

على مستوى الشخص والتوازن داخله، اﻹنسجام يكون في شكل الحب، والتحكم يكون في شكل الخوف

إعتقادي إن اﻷديان هدفها أو فائدتها تكمن في كونها تعليمات للشخص لفهم حالة اﻹنسجام بداخلة وإنسجام إرادته مع اﻹرادة الموحدة أو إرادة الله والوصول لتلك الحالة

----------

بعد التأمل في طبيعة حالة الحب والخوف (بإختصار ازاي وصلت/أوصل لها) اللي حسيته، حتى اﻵن، إن الحب يكون صادق ونقي وخالص إذا إستطاع أن يوجد (أو يقرر أن يشعر به الشخص) في اﻷحيان التي ﻻ يجد فيها سوى العداوة والكره والغضب والحزن (=الخوف) ممن حوله، وباﻷخص تجاه الشخص المعني نفسه (يعني إنك تقدر تحب وكل الناس بتكره اللي بتحبه وبتكرهك لحبك ليه والشكل اللي بتحبه بيه)

وهنا بس لقيت العمق في آية "أحبوا أعدائكم.." (لسة ما لقيتش مقابلها في القرآن أو السنة لكن بإذن الله هلاقيها)

كلمت فيها صاحبي النهاردة وكان تعليقه هو إن ده شبه مستحيل، أحبوا أعدائكم


طيب، بما إن اﻷديان، فرضا، فيها تعليمات لتحقيق التوازن واﻹنسجام ده، إيه الصعوبة في إتباعها؟
ليه صعب فشخ السير على تعاليمها؟

تفسيري؟ إن اللي يلاقي صعوبة في إتباعها هو اللي أهدافه واللي عايز يحققه يختلف عن اللي تعاليم اﻷديان بتعلمك تحققه؛ إن الناس دي (وﻻ أستثني نفسي اكيد) بتحاول تتحكم في اللي بيحصلها في حين إن ده يخضع ﻹرادة غير إرادتهم
زي اللي "بيعمل اللي ربنا عايزه" (صلاة، صوم، زكاة...الخ) عشان ما يحصلوش حاجات وحشة أو مش عايزها...في حين إن ده يتعارض مع المعتقد "ﻻ يصيبنا اﻻ ما كتبه الله لنا"

أنا ذات نفسي كان هدفي واللي دخلت في الروحانيات بسببه (وﻻ يزال عشان ما لقيتش بديل) هو  إني أتحكم في حب الناس (تحبني، تحب اللي بحبه)

لكن الفكرة والهدف من تعاليم الدين، لو أخدنا مثال "ارضي ربنا عشان ما يحصليش حاجات وحشة"، هو مش إن الشخص يتحكم في إرادة ربنا المتمثلة في "اللي بيحصله" بل هدفها إرشاد الشخص للتعامل اﻷمثل مع اللي بيحصل له؛ سواء إبتلاء أو رزق (يعني هايحصل هايحصل، الفكرة في رد فعلك إيه بعد ما حصل؟ تقبل وحب وإنسجام وﻻ رفض وخوف ومحاولة التحكم فيه أو في المستقبل؟)

دي اللي شايفه واللي محاولة فهمه وإتباعه ورؤية الدين من خلال المنظور ده بتريحني جدا؛ أكتر من السعادة والحزن والنشوة واﻹحباط، بلاقي بيها سلام وتوازن داخلي

وربنا يهدينا جميعا

Thursday, July 12, 2012

اللاعيبة والشجيعة...ونجاح الثورة

إسم مبتذل وإتهرى في ٥٠٠ "مكال" لكن ما باليد حيلة

 كلام في المفيد:
بتتفرج على كورة؟ تعرف اﻷولتراس؟ تعرف الفرق بين المشجعين واللاعبين في الماتش؟
كويس (ولو ما تعرفش يبقى فكك من الكلام ده)

عندك فرقة زي الزمالك: مشجعينهم والأولتراس وايت نايتس بيعتبروا من الرواد عالميا في التشجيع والدخلات والذي منه؛ شجيعة عالميين يعني
مع ذلك، الزمالك بيكسب؟

والعكس صحيح

اﻹستنتاج: التشجيع ما بيكسبش ماتشات، لعب الفرقة الكويس هو اللي بيكسبها

حلو...

تعالى في اللي إسمها ثورة دي...
إعرف الفرق بين التشجيع واللعب فيها (عدم المؤاخذة)، وشوف مين، فعليا، بيشجع ومين بيلعب وقول لي
"ليه ما نجحتش لغاية دلوقتي وحققت أهدافها؟"

تخيل ماتش بين فرقتين...فرقة منهم مشجعينها مولعين الدنيا لكن تقريبا مفيش حد بيلعب عشانها في الملعب...وبتخسر...يقوم مشجعينها مستنتجين إن الحل عشان تكسب إنهم يشجعوا أكتر...ها؟

سلامو عليكم