Friday, July 13, 2012

أحبوا أعدائكم...

بإذن الله المهمة الجاية هي قراءة وتدقيق في القرآن والكتاب المقدس بهدف إستخراج المنظور الروحاني فيهم بدون أي معالجة مسبقة؛ سواء دوغمائية (أصولية، دبش يعني) أو روحانية (صوفية...الخ)
السبب: زهقت من التفسيرات التي ﻻ تحاول إحتواء ما يناقضها وﻻ تناقشه وتنكره وتحاول اﻹنفراد بنفسها كالحقيقة وضياع التواضع في شكل إعتبارها جزء من "حقيقة" بين حقائق
-------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------



آخر ما وصلت له في التأمل في الوجود هو العلاقة بين الشخص (إرادته) وخارجه (اﻹرادات اﻷخرى: الناس التانية واﻹرادة الموحدة؛ سميها إرادة الله أو الطبيعة، التي تحكم كل شيء نحو توازن عام وتذبذب صحي)

العلاقة دي لها شكلين اساسيين: إنسجام (إنسجام إرادة الشخص مع اﻹرادة الموحدة) أو تحكم (محاولة الشخص للتحكم في إرادة خارجه و/أو العكس)

على مستوى الشخص والتوازن داخله، اﻹنسجام يكون في شكل الحب، والتحكم يكون في شكل الخوف

إعتقادي إن اﻷديان هدفها أو فائدتها تكمن في كونها تعليمات للشخص لفهم حالة اﻹنسجام بداخلة وإنسجام إرادته مع اﻹرادة الموحدة أو إرادة الله والوصول لتلك الحالة

----------

بعد التأمل في طبيعة حالة الحب والخوف (بإختصار ازاي وصلت/أوصل لها) اللي حسيته، حتى اﻵن، إن الحب يكون صادق ونقي وخالص إذا إستطاع أن يوجد (أو يقرر أن يشعر به الشخص) في اﻷحيان التي ﻻ يجد فيها سوى العداوة والكره والغضب والحزن (=الخوف) ممن حوله، وباﻷخص تجاه الشخص المعني نفسه (يعني إنك تقدر تحب وكل الناس بتكره اللي بتحبه وبتكرهك لحبك ليه والشكل اللي بتحبه بيه)

وهنا بس لقيت العمق في آية "أحبوا أعدائكم.." (لسة ما لقيتش مقابلها في القرآن أو السنة لكن بإذن الله هلاقيها)

كلمت فيها صاحبي النهاردة وكان تعليقه هو إن ده شبه مستحيل، أحبوا أعدائكم


طيب، بما إن اﻷديان، فرضا، فيها تعليمات لتحقيق التوازن واﻹنسجام ده، إيه الصعوبة في إتباعها؟
ليه صعب فشخ السير على تعاليمها؟

تفسيري؟ إن اللي يلاقي صعوبة في إتباعها هو اللي أهدافه واللي عايز يحققه يختلف عن اللي تعاليم اﻷديان بتعلمك تحققه؛ إن الناس دي (وﻻ أستثني نفسي اكيد) بتحاول تتحكم في اللي بيحصلها في حين إن ده يخضع ﻹرادة غير إرادتهم
زي اللي "بيعمل اللي ربنا عايزه" (صلاة، صوم، زكاة...الخ) عشان ما يحصلوش حاجات وحشة أو مش عايزها...في حين إن ده يتعارض مع المعتقد "ﻻ يصيبنا اﻻ ما كتبه الله لنا"

أنا ذات نفسي كان هدفي واللي دخلت في الروحانيات بسببه (وﻻ يزال عشان ما لقيتش بديل) هو  إني أتحكم في حب الناس (تحبني، تحب اللي بحبه)

لكن الفكرة والهدف من تعاليم الدين، لو أخدنا مثال "ارضي ربنا عشان ما يحصليش حاجات وحشة"، هو مش إن الشخص يتحكم في إرادة ربنا المتمثلة في "اللي بيحصله" بل هدفها إرشاد الشخص للتعامل اﻷمثل مع اللي بيحصل له؛ سواء إبتلاء أو رزق (يعني هايحصل هايحصل، الفكرة في رد فعلك إيه بعد ما حصل؟ تقبل وحب وإنسجام وﻻ رفض وخوف ومحاولة التحكم فيه أو في المستقبل؟)

دي اللي شايفه واللي محاولة فهمه وإتباعه ورؤية الدين من خلال المنظور ده بتريحني جدا؛ أكتر من السعادة والحزن والنشوة واﻹحباط، بلاقي بيها سلام وتوازن داخلي

وربنا يهدينا جميعا

1 comment:

  1. الآية فى القرآن

    وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ
    أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَـــكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ
    حَمِيمٌ

    ReplyDelete