Thursday, July 26, 2012

نقد لحلقة معز مسعود ونبذة عن النصب بإسم الدين؛ مصطفى حسني كمثال

أنا ورايا بتاع ٥ أجزاء متأخر فيهم لو ماشي بنظام جزء في اليوم، لكن تويتة حلوة لصديقة مقتبسة فيها مقولة لمصطفى حسني أخدتها كعلامة إني أخلص التدوينة اﻷول
ربنا ينعم علينا بالتواضع دايما حتى ﻻ يصبح المرء ما يرفض وجوده وحتى يتقبل المرء المختلف عنه والغير متزن بدلا من أن يرفضه...
بسم الله الرحمن الرحيم
--------------------------------------------

دي حلقة معز مسعود اللي أنا هاكتب نقد ليها


مقدمة
أوﻻ، وجب التعريف بوجهة نظري اللي نابع منها النقد
أنا شخص فلسفي روحاني. تساؤلي الوجودي واللي رحلتي هدفها اﻹجابة عنه هو ببساطة "اﻹنسان إيه وبيشتغل إزاي؟"
عشان كدة بداياتي كانت في الهندوسية أو النموذج الهندي للروح (الكونداليني والشاكرا) و بعدين النموذج الطاوي أو الصيني (التشي) وبفضل معلمي شفت المنظور الروحاني في اﻹسلام وبدأت أحلل حاجات كتير، أحاديث وتشبيهات وآيات قرآنية، من خلاله
فمثلا إن الصراط المستقيم، بعيدا عن اللي هيبقى موجود يوم القيامة، بيتشابه كتير اللي بيتقال عليه بالـ"طريق المتوازن" في البوذية و"إنسجام التذبذب الطاقة" في الكونداليني (أو حاجة كدة)
يعني من اﻵخر الصراط المستقيم فهمته بالمنظور الروحي كتشبيه للإتزان والوسطية وتوازن الطاقات المتضادة داخل اﻹنسان مما يؤدي للسلام الداخلي والراحة والصفاء



ده شايفه روح الدين والهدف منها
وبالتالي أي حاجة بتتقال تحمل ضمنيا مفاهيم أو مشاعر أو معتقدات تخل بالتوازن (تفضيل التسيب عن التزمت والتشدد أو العكس) ﻻ أعيرها إهتمام ﻷنها، في رأيي، أخلت بالهدف اﻷصلي والنهائي للدين
------------------------------
النقد:
أوﻻ، يتكلم معز عن اﻹنسان الباحث عن الحقيقة والتساؤل وعدم تعلقه بالشهوة عشان هاتبوظ الفهم
نقدي هنا: هل يعتبر الشهوة جزء طبيعي من اﻹنسان أم إنها "حاجة غلط فيه"؟
على فكرة هي ﻻزم حاجة من اﻹتنين ﻷن لو وافقت على اﻹتنين (طبيعية وغلط) يبقى كدة إعتراف ضمني إن ربنا خلق حاجة غلط

نكمل. أنا باقول إن ﻻزم اﻹنسان يفهم شهوته ويعيشها بمشاعرها ويفهم معتقداته وقراراته اللي كونها حواليها وإن إنكار اﻹنسان لشهوته ومحاولته لكبتها، بغض النظر عن كونه يؤدي للإنحراف عن الصراط المستقيم بشكل أقوى وأعنف من التسيب والهوس بالشهوة، هيؤدي إنه ينكر جزء محوري من طبيعته ونفسه وبالتالي هاينكر جزء كبير جدا من الحقيقة اللي بيحاول يشوفها
فعمق ودقة وأسلوب رؤيتك لنفسك منه رؤيتك للعالم ومن وما حولك

وهنا رأي الشيخ الشعرواي عن الشهوة


ثانيا، ما علاقة زيادة أعداد المؤمنين التي ذكرها اﻷستاذ الباحث اﻷجنبي ومعز، بصحة وإثبات أن منظور الدين حقيقي وأن الله موجود؟
هل اﻹحصائيات التي إستنتجت أعداد المسلمين إستطاعت أن تأخذ في اﻹعتبار إيمانهم وعلاقتهم بربهم أم أنها فقط تدل على "المقيدين بالكشوف" كمسلمين؟
مثل الكثير من أصدقائي (مسلمين بطاقة) كما يسمون انفسهم، وهم في الواقع ملحدين
وحتى إن كان عدد المسلمين والمعتقدين في وجود الله إزداد، ما دلالة هذا على صحة اﻹسلام أو صحة ما تقوله عن اﻹسلام؟
تذكرت اﻷنباء الركيكة عن "(ﻻعب كرة مشهور) يعلن إسلام، الله أكبر، كام ﻻيك وشير؟"
نعم يعني، أعمل إيه أو الدين إستفاد إيه أو دل إيه ده عن الدين؟
هل الرسول (ص) عندما بدأ في نشر الدعوة كان من حوله مؤيدين له وموحدين بالله وساندوه؟...دي وجهة نظري

ثالثا، العتاب على الحشو المعلوماتي الزائد وذكر المتطرفين المخالفين فقط أو ٩٠٪ من الوقت
لماذا مثلا ﻻ يتكلم عن المجانين والمتطرفين تحت راية وإسم "اﻹسلام" اللذين "بيعملوا حاجات غلط بإسم  الدين" التي إتخذها هؤلاء الملحدون المتطرفون سببا كافيا للإبتعاد عن الدين كإبتعاد عنهم؟
لماذا ﻻ يتم نقد هؤلاء مثلهم حتى يتضح فعلا الطريق المتزن والصراط المستقيم المراد التقرب منه والوسطية في الدين بدلا من، ببساطة، ذكر أن ما بنى عليه الملحدين آرائهم هي "حاجات غلط بإسم الدين ومش في الدين، فرأيهم ده فاكس منه، اللي بعده"؟
هذا يحول الخطاب من خطاب إستخدام واﻹستعانة بآراء الملحدين في إثبات وجود الله الى مجرد خطاب معادي للإلحاد وهو ﻻ يكفي ﻹثبات وجهة نظرك؛ فليس معنى أن وجهة النظر المضادة لي خاطئة أني صحيح؛ يمكن إحنا اﻹتنين غلط
 (وهذه علامة الوسطية الواعية حقا؛ إستيعاب المضاد وإستطاعة إستخدام قوته المضادة لك لصالحك)

هل وجود الله إستطاعت إثباته برفض الناس لمن يرفضون وجوده وﻻ بإعتراف من رفضوا وجوده سابقا، بوجوده اﻵن؟ إيه اللي أثبته أكثر من إن الناس اللي رافضة وجود الله "ما بتفهمش" عشان كدة ربنا موجود؟

-----------------------------------------

النصب بإسم الدين

السبب إني قلت نقد في حلقة معز إنه الوحيد اللي في رأيي فيه "لحسة" من اﻹتزان اللي ممكن أوي يكون إعتقاد خاطيء مني، فرقته عن الباقيين مثل عمرو خالد ومصطفى حسني وغيرهم من السبوباتية

وعادة ما بتكلمش عن اللي زي عمرو  خالد وشيوخ الميكروباص ﻷن كلامهم هش ونقده مش هايجيب وﻻ يودي ﻷن محدش يسعى للإتزان هايمشي وراهم كتير أو هايمشي من غير تردد؛ فلا دول منهم حاجة وﻻ اللي ماشيين وراهم عايزين يتزنوا أصلا

لكن بالصدفة شفت الحلقة دي لمصطفى حسني وحبيت فعلا أعلق ﻷن النصب هنا بلعب نفسي وبرمجة لغوية عصبية وبقت الطريقة وسخة فعلا وبتستغل العقد والستيجمات اللي هي أصلا سبب الضيق وعدم الرضا، لربط المشاهد بيه على حساب سلامته الروحانية والنفسية
مجددا، كل نفس بما كسبت رهينة؛ أنا ما بقولش إن مصطفى "تسبب" في العقد اللي عند الناس أو حتى تفاقمها، اللي بقوله إن اللي بيحث عليه، لو الشخص إختار إنه يتبعه ويعتقد فيه، بيؤدي لعدم توازن روحي وعاطفي ومنه عدم توازن معتقدي وحياد عن الصراط المستقيم واﻹتزان، عادة نحو التزمت وكره جزء من الذات

إزاي أعرف الكلام ده؟
ﻷني قضيت سنة في غياهب ما قدمته مادة وفيديوهات وكتب التنمية الذاتية أو التمية البشرية (self-help material) ومعظمهم كانوا نصابين يهدفون ﻹستقطاب أصحاب عقد ومفاهيم مخلة باﻹتزان بحجة أنهم لديهم الوسيلة (السهلة/المريحة/السريعة...الخ) "للتخلص" من ما يؤلمهم ويزعجهم وما يفعلوه حقا هو تغذية رغبتهم في الهروب وإستغلالها بربطهم بمادتهم أكثر حتى يؤمِّنوا لنفسهم نسب مشاهدة أعلى ومبيعات أكثر لموادهم

زي اللي عشان يمشي وراه ناس كتير يقول لهم إنه عنده الوسيلة للهروب من "العو" اللي هياكلهم وبيجري وراهم ويكون هو اللي عمل أو على اﻷقل قادر يتحكم في العو ده (مش في خوف الناس وهروبهم منه)


دي حلقة مصطفى حسني: سحر الدنيا - النفس والشيطان

هاشرح من خلالها وفي نقط بسيطة إزاي بيتم النصب بإسم الدين وإستغلاله كسبوبة بالطريقة الصايعة دي:

مبدئيا بيعتمد على قابلية أو إعتقاد الشخص إن فيه إرادة حد أو حاجة خارجه قادرة تتحكم بجزء فيه (مشاعره، أفكاره، أفعاله، معتقداته...الخ)؛ ده اللي الشخص إختار اﻹعتقاد فيه، وإنه لو عمل حاجة معينة هاتأثر على اﻹرادة دي ومش هاتخليها تعمل اللي هو مش عايزه، او هذا ما يحاول فعله؛ التحكم بإرادة خارج إرادته (مثال: ما"خليش" حد يشتمني، أمنع أي حد إنه يبص...الخ في حين إن الواقع هو إنك محدش يقدر يتحكم بإرادة غير إرادته وكيفما شاءت أن تكون)

يقوم أوﻻ بتأكيد هذا المعتقد وربط حالة شيء أو جزء بداخل الشخص (حسب اللي شايفه هاياكل مع ناس كتير؛ الحب والعلاقات مثلا) على إنها يتحكم بها شخص او شيء خارج إرادة الشخص المعني (إنت يعني) وفي الحالة دي بيبقى الشيطان أو/و الله (ربنا لو بيحبك هاتحس بيه وبنوره اللي هايريحك، الشيطان بيخليك تفكر في...وتحس ب... وبيزقك إنك تعمل....)

ثانيا، ﻷن اﻹرادة الخارجية أو حالة الكيان الخارجي المتحكم فيك في الحالة دي (الله والشيطان) ﻻ يمكن اﻹستدلال عليها من الكيان نفسه (يعني مافيش وسيلة تسأل ربنا ذات نفسه هو بيحبك وﻻ ﻷ ويديك إجابة مسموعة أو مكتوبة أو محسوسة زي خبطة على كتفك، تدل لك على رأيه فيك)
ﻷن اﻹرادة دي غير يمكن اﻹستدلال على حالتها بشكل يراه الجميع، يفترض الداعية أو المُقدِّم رد فعل هذه اﻹرادة لما تفعله وتأثير رد فعلها ده عليك
مثلا، اللي ما بيصليش ده ربنا غضبان عليه وبيخلي عيشته ضنك وتحصله حاجات وحشة
(لكن يرجع يقول لك ربنا بيبتليك عشان إنت مؤمن وبيحبك)

وفعليا، يتحول الشيخ أو الداعية الى حاجة تستدل منها على "الشيطان بيعمل فيك إيه" أو "رضا ربنا عنك" ويبدأ المشاهد في سؤاله أسئلة مثل "هو ربنا غضبان مني؟ أنا بنسى أصلي وما بقراش قرآن وبتحصلي كذا، هو غضبان عليَّ؟"
وطبعا يرد الشيخ او الداعية ردود إفتراضية عن رضا الله وغضبه عن ما فعله هذا العبد تحديدا
وكأنه سأله ورجه يرد على المشاهد

آخر حاجة بقى ودي "الفينيشينج" بيبقى السياق العام لما يتحدث عنه وهو الترهيب وتغذية الخوف بشكل عام وتمجيد اللي هايحصل أما أخيرا الشيطان ما يتحكمش فيك وربنا يرضى عنك وهايحصلك إيه أما ده يحصل، ده إنت هاترتاح وترضى والدنيا تتفتح لك وربنا يسهلك، هاتتظبط يا معلم
ده طبعا بعد وصلة طويلة من إزاي إنت بتغضب ربنا وبيعمل فيك إيه عشان إنت اغضبته وإزاي الشيطان متحكم فيك وأضلك

واللي عايز يلاحظ ده، يركز في قد إيه قال لك "تعمل إيه" عشان "ترضي ربنا" مقابل "ما تعملش إيه" عشان "ما تغضبهوش" أو "عملت إيه أغضبه أو ممكن يغضبه"
ويركز برضوا قال لك ترضي ربنا إزاي (وﻻ) اللي هايحصل لك بعد ما ربنا يرضى عنك، وماقالش تخليه يرضى عنك إزاي؟
وهتلاقيه بيقول كتير إزاي أغضبته ويرجع سبب مشاعر أو أفكار أو أحداث لغضب ربنا عنك...

الفرق بين اﻹتنين محوري زي إنك تحاول ترضي حد وإنك تحاول ما تزعلهوش؛ النية اﻷولى تحفز الحب والمحبة وهي ما تؤدي للإتزان (الحب والمحبة، وليس الهوس) والنية الثانية تحفز الخوف والرهبة وهي ما تؤدي للإخلال بالتوازن واﻹنحراف عن اﻹتزان والصراط المستقيم، وفقا تجربتي وتأملاتي

من الحاجات آخيرا اللي تؤكد ربط المشاهد بالمقدم هي إنه في اﻵخر يقول حاجة زي "هانتعرف إزاي نرضي ربنا وننعم برضاه وإرتياح قلوبنا، في الحلقة الجاية/بعد الفاصل...الخ" وده بعد ما يكون غذى الخوف والقلق وضيق القلب على قد ما يقدر
فيقوم الشخص اللي إختار إتباعه، يتابعه الحلقة الجاية، يشير الحلقة دي، ويجيب الجزء التاني...
ويلاقي الجزء التاني زي اﻷول؛ كله خوف وترهيب وفي اﻵخر...نفس اﻹفيه

وهكذا...وهكذا
-------------

بنفس المنطق الخاطيء، ممكن تغضب ربنا وتكسب من حرام ويغضب عليك ويعاملك زي اللي بيبارك في رزقهم الحرام جامد ويديك أكتر، وممكن ترضيه ويرضى عنك ويبتليك بمصاعب ومصائب يختبرك بيها زي ما بيختبر عباده الصالحين...هل الداعية من إياهم يعرف الطريقة إن ربنا يرضى عنك من غير ما يبتليك؟

اﻹجابة هي إن مشاعر اﻹنسان وحالته ورضاءه ﻻ ينبع من ما يحدث له بل من رد فعله تجاهه؛ أكيد شفت ناس حالتها أصعب منك لكن ضحكتها صافية، كريمة ومعطاءة ومرتاحة البال
هي مرتاحة البال ولنفترض إنت مثلا بتقلق أكتر منهم، مش عشان بيحصل لهم مصاعب؛ لكن عشان بيتعاملوا معاها بشكل احسن منك
زي الفرق بين اللي يشتمك وتقوم ماسكه ضاربه ومطلع ميتينه ومتعصب، وبين اللي يشتمك فتسامحه أو تعذره وتختار إنك تفضل مستريح ومتزن ومكمل طريقك نحو اللي عايزه وبتحبه

اللي تعبك وعمل لك أزمة مش إنه شتمك؛ إنك رفضت الشتيمة دي، وغضبت وخفت من عواقبها (كرامتك تتهان والناس تقول إيه ويعاملوك إزاي، مثلا) وحاولت تتحكم فيه وتخليه يعتذر/ مايعملش كدة تاني...الخ
في نفس الوقت، سماحتك وسلامك الداخلي اللي خلاك تعذره وتسامحه وتحافظ على إتزانك هو اللي ريحك، مش إنه شتمك وﻻ حتى إنك "ظاهريا" قلتله الله يسامحك وما شابه

إنما اﻷعمال بالنيات
النيات فعلا بتحدد إتزان الشخص ومشاعره سواء حب أو خوف (على شاكليه؛ الهروب والهوس)
لكن النيات مستويات وبتتراكم فوق بعض (بسميها أنا "القرارات")

لكن ده موضوع تاني لتدوينة تانية
-----------------------------

المهم، رك

No comments:

Post a Comment