الخوف من الموت والخوف من المجهول
منذ فترة عند التأمل في مفهوم "الخوف من المجهول او الموت" وصلت الى إستنتاج أن "الخوف من المجهول" وصف مجرد لا يصف حقا ما يمر به الشخص. تعريفي أنا للخوف من المجهول هو "الخوف من أن يكون المجهول، المستقبل أو ما بداخل الأشخاص، هو ما نخشاه (الفشل، الألم، إعتقاد الآخرين بأنك شيء لا تريده...الخ)
و نفس الحكاية فيما يتعلق بالموت؛ فالموت وما يتبعه مجهول، فوجدت نفسي اخشى، تحديدا، "كيفية الموت" او الطريقة التي سأموت بها؛ فهل سيكون رد فعلك اذا تأكدت أنك ستموت عجوزا على سريرك حولك عائلتك ومن تحب، نفس رد فعلك اذا تأكدت بما لا يقبل الشك أنك ستموت من التعذيب أو في حادثة سيارة بعد معاناة سكرات الموت؟
أترك لك الإجابة
تأمل الموت
إحدى التدريبات الآساسية والروحانية للساموراي لصنع منه المحارب الحق
تأمل الموت، كما قرأت عنه، هو عندما يجلس المحارب لتأمل أبشع طريقة للموت وأكثرهم يخشاها؛ يتأملها، يعيشها كما أنها تحدث، ويتعلم تقبلها وعدم مقاومة بشاعتها بينما تحدث له عقليا
تأمل الموت، كما قرأت عنه، هو عندما يجلس المحارب لتأمل أبشع طريقة للموت وأكثرهم يخشاها؛ يتأملها، يعيشها كما أنها تحدث، ويتعلم تقبلها وعدم مقاومة بشاعتها بينما تحدث له عقليا
فما هو الهدف؟ الهدف هو عكس ما عادة يفعله الأشخاص عند التفكير في كيف سيموتون؛ عادة ما يكون إختيار التفكير في طريقة الموت او ما قد يسبب الآلام هو محاولة للتنبؤ بها لمعرفة كيفية تفاديها أو منعها من الحدوث
أما في تأمل الموت فهو التدريب على فعل و البوح بما تؤمن به الذي قد يتسبب في موتك أو آلامك؛ فتتدرب على تنمية إيمانك بتحقيق ما تريد وفعل ما يلزم لتحقيقه بدلا من الخوف من ما لا تريد
واضحة ولا مش؟...المهم
روحانية معاصرة
الإسم ده بتاعي على فكرة، مش مقتبس من مفكر فذ أو حاجة
عند قراءة وصف تأمل الموت في كتب الساموراي وأمثلة له أجد أشياء مثل "تأمل الموت عن طريق إفتراس الحشرات له، كان هذا خوفه الأكبر، فكان يقترب من حشرة منهم ويتامل شعورها على جسده، وشعور قرصتها، ويتعمق في خوفه ويتصور المئات والآلاف منها بمشيهم على جسده وقرصهم له حتى يقتلونه أخيرا"
عند قراءة وصف تأمل الموت في كتب الساموراي وأمثلة له أجد أشياء مثل "تأمل الموت عن طريق إفتراس الحشرات له، كان هذا خوفه الأكبر، فكان يقترب من حشرة منهم ويتامل شعورها على جسده، وشعور قرصتها، ويتعمق في خوفه ويتصور المئات والآلاف منها بمشيهم على جسده وقرصهم له حتى يقتلونه أخيرا"
وبسبب أني لا أعرف أي شخص صادف او مارس هذا فلا أستطيع سوى مقارنة هذا بنفسي
لم أتعمد ممارسة تأمل الموت؛ كان هذا صدفة أثناء محاولة فهم علاقة الإنسجام والتحكم بين الشخص وما خارجه، وكمثال عليها الحب والقدرة على الحب (او المحبة) والخوف وما أخاف منه ("الظل"، كما أحب ان أدعوه)
بغض النظر، وجدت أن خوفي هو آلام والموت من الضرب المبرح من شخص ذي قوة ساحقة في وسط تجاهل وإنكار ورفض من أعرفهم لي بسبب ما أمر به
الفرق
بين منظور الروحانية في زمن الساموراي وزماننا (المتمثل فيَّ بس للأسف) الذي رأيته هو أن العلاقة بين الشخص وخارجه وقتها كان أغلبها مع قوى الطبيعة اللي مالهاش إرادة مستقلة عن الإرادة الموحدة أو إرادة الله ودايما في التوازن داخلها ومع ما خارجها
أما "الإنسان المعاصر" (اوأنا تحديدا) فغالبية العلاقة بينه وبين خارجه تكون مع أشخاص آخرين؛ إرادات مستقلة عن الإرادة الموحدة وأغلبها يكون إختار الإنحراف عن الإرادة الموحدة والتوازن
أما "الإنسان المعاصر" (اوأنا تحديدا) فغالبية العلاقة بينه وبين خارجه تكون مع أشخاص آخرين؛ إرادات مستقلة عن الإرادة الموحدة وأغلبها يكون إختار الإنحراف عن الإرادة الموحدة والتوازن
يمكن أن نعتبر أن حياتهم كانت تفتقد الرفاهية التي نتمتع بها الآن ولكن أظن أنه كان سهل عليهم بالمقارنة، التأمل وفهم الشخص لطبيعته وتناقضها وإنحرافها لأن معظم العلاقات مع خارجه كانت مع الطبيعة، الإرادة الموحدة التي هي دائما نحو التوازن
عند محاولة فهم لطبيعتك بتناقضاتها فإنك تستنتجها من خلال علاقتها مع ما خارجها؛ فالأسهل بالنسبة لك لفهم إنحرافك سواء لليمين أو اليسار هو أن تقيسها على ماهو مستقيم...(الطريق المتزن، الصراط المستقيم، حالة الإنسجام...الخ)
تخيل صعوبة في إدراك ماهو مستقيم من خلال قياس إنحرافك بما هو منحرف أصلا...أن تحاول أن تضبط دفة قارب وفقا للشمال ولا يوجد لديك سوى أكثر من بوصلة منحرفة نحو إتجاهات وحدية مختلفة
هذا هو محاولة إدراك حالة الإنسجام والإتزان وكل علاقاتك مع من خارجك تكون مع بشر
هذا هو محاولة إدراك حالة الإنسجام والإتزان وكل علاقاتك مع من خارجك تكون مع بشر
ليه بقى الواحد يعمل كل الكلام ده؟؟؟
سؤال مهم نيك بقى...ليه الواحد يقعد يدعبس في الظلمات اللي جواه واللي براه والمخاوف وكدهون؟؟
معروف في أساليب التعذيب، بغض النظر عن الإجهاد العصبي والحرمان من النوم، إن الخوف من الآلم مؤثر (بيوجع) أكتر من الألم نفسه
أتأمل الموت والميتة اللي خايف منها أكتر لفهم الخوف؛ لفهم كيف ولماذا أخاف حتى أفهم كيف أستطيع أن احب وأولد القدرة على المحبة وحب العلاقة التي أريدها حتى مع أفكار إحتمالية حدوث ما لا أريده (العلاقة التي لا أريدها)
لأن المعاناة الحقيقية غالبا ليست في حدوث ما لا نريده ولكنها في محاولة منعه من الحدوث أو الهروب من آثاره
لأن المعاناة الحقيقية غالبا ليست في حدوث ما لا نريده ولكنها في محاولة منعه من الحدوث أو الهروب من آثاره
ولأن الهروب ومحاولة منعه هو غالبا ما نتعلمه جميعا من تقليد من حولنا منذ بداية وعينا لما حولنا، يستلزم الأمر التأمل والمرور من خلال كل قرارات الشخص بتأمل شعور الخوف للوصول لكيف إختار الهروب وتحت أي معتقد غير متزن، ويتأمل هؤلاء لإستنتاج المعتقد المتزن وكيفية حب ما يريده مع قبول حدوث وعواقب ما لا يريده، داخله وخارجه
No comments:
Post a Comment