Friday, July 20, 2012

لمحة عن الرمزيات في الدين: اﻹسلام ونخل الجنة وجمر جهنم

مبدئيا، بدأت اليوم، أول رمضان، قراءة أول جزء في القرآن في محاولة لفهم المنظور الروحاني ما إستطعت لكن من مصدر خام؛ غير مفلتر من رؤية ومنظور شخص آخر
أحب أقول إني اوﻻ إستمتعت فشخ وبحمد ربنا إني ما قريتهوش تحت ضغط المجتمع وقريته دلوقتي بعقليتي دي. ثانيا، مخلي جنبي نوتة بأرقام اﻵيات اللي شدت إنتباهي للبحث بعدين
ثالثا، أول جزء ٢٠ صفحة بس ! حلوة قوي :)
-------------------------------------------------------------------------------------------

كلمات معلمي (ﻻوتشي) سامر حسن في وصف القرآن بأنك لو صنعت آلة فبالتأكيد سترفق معها كتيب إرشادات إستخدام لمن سيستخدمها، وليس هذا فقط بل يجب أن يكون الكتيب في صيغة حتى يكون سهلا حتى على الضعيف عقليا، فهمها
وهنا أشار الى أهمية وجود الرمزيات والتشبيهات مثل "جزاء هذا الفعل قصر في الجنة" أو "عقابه الكي بجمرات جهنم"...الخ "عشان مش كل الناس هاتستوعب الكلام اللي بنقوله أنا وإنت واللي زينا عن التوازن والروح والين يانج ده" (كما قال :)

إذن، أهمية التشبيهات دي هي وصف لطبيعة شيء اعمق وأبسط من "قصر في الجنة"
هل سيبنى لي قصر في الجنة إذا، مثلا، ساعدت محتاج؟ ﻻ أعرف

ولكن ما أعرفه هو أن نية وفعل الخير له يحدد توازن الشخص روحانيا وعاطفيا

ومن أكثر التشبيهات محورية ﻻحظتها مفهوم "الصراط المستقيم"
قد يكون الصراط المستقيم هو الطريق الذي سنسير عليه يوم القيامة فوق النار الى الجنة وهو في كحد السيف...الخ. مجددا، ﻻ أعرف
ولكن ما أعرفه هو أن في البوذية وكل المذاهب الروحانية التي تطرقت اليها كان هناك دائما مفهوم التوازن (الطريق المتوازن، إنسجام ذبذبات الشاكرا أو مراكز الجسم مع بعضها...الخ)

ومفهوم الصراط المستقيم يتشابه كثيرا معه ويتحول معه، الصراط المستقيم الذي نسأل الهداية اليه في سورة الفاتحة، الى شيء حسي وهو التوازن الروحاني الداخلي أو السلام الداخلي؛ يتحول من ظاهرة في يوم ما الى هدف وخبرة حسية شخصية؛ سواء القرب منه أو اﻹنحراف عنه بالتسيب أو التزمت

وفي ضوء هذا أرى أن اﻹنسان لن يدرك الكمال (عدم اﻹنحراف عن الصراط المستقيم)  ولكنه دائما يتذبذب والهدف من الدين والمذاهب الروحانية هو تقليل تلك التذبذب الى بين حدود مقبولة وصحية ومفيدة. من هذا، ارى تعاليم الدين ليست كخط مستقيم ولكنها كحدود وخطوط رسمت في اﻷرض على بعد مسافة محددة على جانبي الصراط، توضح متى يكون اﻹنحراف صحي ومتى يكون مضر (سواء التسيب أو التزمت والتشدد!) وهذا تعريفي للحلال والحرام وماذا يجعل الحلال حلالا والحرام حراما بعيدا عن ذكر هذا في القرآن والسنة

إستنتاجي من طبيعة التشبيهات هو أنه هناك هدف أعمق لها وهو وصف تأثير  الفعل على إتزان الشخص؛ فتشبيه ثواب فعل بأشياء مادية في الجنة يكون دلالة على مدى تقريب هذا الفعل والنية المصاحبة لها من التوازن والصراط المستقيم، والعكس صحيح
وهنا يجب البحث عن المعنى والتأمل والمناقشة وإستيعاب نظرة الشخص للدين والطبيعة "مع" نظرات أخرى 

اﻹستنتاج الثاني هو التعامل مع تعاليم الدين واﻹلتزام بها بشكل أنضج من مجرد "جييم" بنعمل حاجات نعلي بيها "اﻹسكور" عشان ندخل الجنة ونهيص ونعط براحتنا
فهي دليل لطبيعة تجربة نعيشها بكل ما أوتينا من جوارح وبها أيضا الوسيلة لتحسين تلك التجربة؛ الحياة والعيش في الدنيا

فالهدف من الحياة هو إعمار اﻷرض، والهدف من الدين إرشادنا للصراط المستقيم والتوازن الداخلي ومع ما خارجنا وإنسجام إرادتنا مع اﻹرادة اﻹلهية المتمثلة في سير وطبيعة كل ماهو غير إنساني الذي ليس لديه إرادة مستقلة

وأخيرا، أن التزمت والتشدد ضرره على الشخص والمجتمع نفس ضرر التسيب والرذيلة، وأن معصية الله تكون في الشكلين ليس هناك ماهو أفضل من اﻵخر ؛ بل إني أجادل أن التزمت يضر أكثر ﻷنه يسيء الى الدين وينفر منه والله يهدي من يشاء
فكما قلت، ارى ان الهدف من تعاليم الدين هي "مساعدة" لمن "يريد" التقرب من الصراط المستقيم، المعتدل؛ ﻻ يمين وﻻ شمال

بس خلاص (على رأي شعبوﻻ)

No comments:

Post a Comment