Monday, August 20, 2012

التحرش...وسنينه...تاني...إحنا ورانا حاجة؟

كل سنة وإنتم مُتَحرَّشين

عيد السنة دي بعد رمضان والتقوى والبر، كالعادة، يميل الطقس في للزق صباحا والقفش والبعبصة ليلا 
وتطور التحرش الجنسي في مصر ليشمل حتى اللي في العربيات والتاكسيات
شكلها دي الشياطين اللي كانت مغللة...إبليس بيركب مكنة صيني يا ردالة

ده عينة من المنظر

إستفزك؟ غالبا
أول مرة تشوفه وتدرك مدى حيوانية وإنحطاط الفعل؟ مش عيب، زيك كتير
كان ده رد فعلك العاطفي والمنطقي، سواء في مجرد رأي او تطور لفعل؟...









غالبا ده كان ردك، وساعتها تبقى إنت المعنى بالكلام اللي هاقوله


دي المشكلة...ايه أطرافها؟
المتحرش، ضحية التحرش، بيئة التحرش مما تتضمنه من مواقف ومناسبة واﻷهم طبعا، المجتمع والناس أثناء حدوث التحرش
وأخيرا ومن أهم العناصر: رد الفعل على المشكلة

بفضل اﻷفلام والتواصل اﻹجتماعي نما الوعي عن هذه المشكلة وقُدِّمت بشكل يرفضها جملة وتفصيلا؛ وجرى إستنكارها والتنديد بها بشكل مكثف

ده رد الفعل: ﻻزم المتحرشين ينتهوا، يتشالوا، يتعاقبوا، يتقتلوا...الخ

...مقدر جدا رد الفعل، بس ده مش رد فعل يحل مشكلة
للأسف كل محاوﻻتي إني اتناقش مع ستات رد فعلهم ناحية التحرش زي اللي فات، بحثا عن فهم ﻷبعاد المشكلة عشان أطلع بحل، قوبل بعنف شديد وإستنكار إني "مهتم بالمتحرش وسايب الضحية الغلبانة" وردود من صيغة "روح حلل ضباط أمن الدولة نفسيا بالمرة"...

شيء مؤسف
-------------------------------------------------------------------------------
دلوقتي أنا هاقول اللي في بالي بشكل ﻻ يتناول أي من اﻹعتراضات اللي واجهتها

  • رد الفعل المذكور وطبيعة مشكلة التحرش:
    وده رد الفعل الشائع إن المتحرش ده يتم تشويهه والتمثيل به وجعله عبرة لمن يعتبر، سيبك إن كتير من البنات اللي قابلتهم رافضينه من منطلق إن العنف ممكن يولد رد فعل من المتحرش أعنف زي اﻹغتصاب، ده غير إن البنات عادة مش متمرسة في إستخدام اﻹليكتريك والسبراي واﻷسلحة البيضاء، او الدفاع عن النفس في المواقف المشحونة نفسيا زي دي

    غير برضوا إن طبيعة حادث التحرش عادة بتتم في شكل سريع و"تحت رادار" الكثير مننا وأغلبهم الذكور اللي مش بيتحرشوا، زيي كدة. فالتصرف على أساس رؤية أي حاجة غير إعتداء جسدي واضح على أنثى بيدي مساحة لكثير من اﻷحكام الخاطئة واللي ممكن يتأذي فيها ناس كتير مالهمش ذنب
    (شخصيا، أنا حاطط لنفسي مبدأ إن اول ما يوصل الموضوع للإعتداء الجسدي يبقى جه وقت التدخل لتأمين الضحية)
  • فهم مشكلة التحرش وأطرافها:
    جرت العادة عند محاولة إيجاد حل لمشكلة يجب اﻷول فهم طبيعة عناصرها، ومش بس كدة، طبيعة تفاعلهم مع بعض برضوا
    العربية لو باظت هتوديها لميكانيكي (بيفهم فيها)، والميكانيكي ده أكيد مش حل ﻹن فيه حاجة بايظة إنه يشيلها يرميها برة والعربية هاتبقى زي الفل، صح؟
    سهل جدا إنك تلوم المشكلة كلها على طرف فبالتالي ماتضطرش تتعامل وتواجه قبح المشكلة وآلامها، وتكون كل فكرتك إنك تتخلص من الطرف ده والدنيا هتبقى بمبي

    الصعب هو فعلا محاولة فهم أطراف المشكلة؛ المتحرش ده بيفكر إزاي؟ هو شايف نفسه إزاي؟ ليه؟ بيحس بإيه؟ عايز إيه؟ إتعرض ﻹيه كان رد فعله عليه إنه يعتدي جسديا على الستات؟
    اللي بيسكت وبيسكِّت الضحية، بيفكر إزاي؟ ايه أولوياته اللي على أساسها وقف جنب المعتدي او مش مع الضحية؟
    ﻷن في النهاية، المتحرش ده إنسان له نفسية بتشتغل زي نفسيتك؛ رد الفعل العاطفي لما مر به وتطوره لفكر ومعتقد وفعل جسدي وشفوي، نفس اﻵلية دي بتمر جواك وبتمر جواه

    ليه ده مهم؟ عشان تفهم إيه المشكلة أصلا.
    زي الطفل اللي بيبقى عنيف وممكن يقتل حد أو يخرب حاجة (الكلام ده عن واحد ولع في مسجد مدرسة وهو ٨ سنين تقريبا)؛ بنفس عقلية رد الفعل للتحرش، الحل هنا إننا نضربه، نحبسه بعيد عن المجتمع، نقطعله إيده...الخ
    أو...جايز، ببعض الصبر والتحليل، يطلع اللي عمله رد فعل لنقص في العاطفة في بيته ورد الفعل ده رفض للتجاهل ومن يشبه من يتجاهلوه، فبالتالي يكون الحل...ببساطة...عشان مايحرقش المسجد وﻻ يقتل حد...إنه يتحضن شوية ويعيط
    (اللي هيقولي روح أحضن المتحرش هانيكهـ(ـا) بجد...)

    أنا للأسف كل اللي اقدر أعتمد عليه في فهم المتحرش هو فيديوهات إتكلم فيها متحرشين عن ليه بيتحرشوا وكدة، وبشكل عام، أظن إن أصل المشكلة كبت في الجانب اﻷنثوي والتعبير عن المشاعر، اهمها: اﻷلم والرغبة في الجنس اﻵخر
    ببساطة Passive-Aggressive feminine emotion & expression repression
    غالبا ده نتيجة النمو وسط معتقد إن الجنس حرام والرغبة فيه غلط وإن الرجالة ما تعيطش وما تقولش أي --> الشخص بيختار إنه يعتقد إن ده الصح ويتبنى نفس العقلية اللي كبر وسطها --> رفضه للجانب ده جواه له جانب خارجي وهو رفض ما يعكس الجانب ده؛ زي ما هايتحرش من منطلق بيعاقبها او بيربيها، زي ما هتلاقي رد فعل عنيف جدا ﻷبسط تهديد أو شتيمة من شخص او حاجة "تمس كرامته"

  • بعد ما تفهم أطراف المشكلة وتفاعلهم...:
    تخيل إنك قدرت تحدد الحاجة العاطفية اللي إنكارها بيؤدي للرجالة إنهم يتحرشوا...
    تخيل إنك وفرت لهم مساحة ومنفذ يلبوا بيها الحاجة العاطفية دي ووصلتهم للرضاء المنشود فبالتالي مش بس ماعندوش حافز إنه يتحرش، ده بقى عنده حافز ﻹحترام المرأة ومشاعرها

    خيال علمي شوية
    أنا مثلا متخيل (تاني، بتخيل، مش بقول إن ده إستنتاج مبني على واقع) اني لو وفرت لكذا متحرش بيئة يقدر يعبر فيها عن آﻻمه المتراكمة، عن تجاربه وخبراته مع شهوته الجنسية واﻵلام اللي مر بيها المرتبطة بالتعبير البسيط عنها، ووفرت له برضوا الوسائل والمفردات اللي يقدر يعبر بيها بشكل صادق عن اللي نفسه فيه، عن اﻷلم اللي مر بيه، عن شهوته، إنجذابه الطبيعي للجنس اﻵخر ومشاعره، بيئة تساعده في قبول الجانب ده جواه وخارجه...مش هيبقى عنده سبب يتحرش ﻷنه لبى رغبته خلاص من غير صراع وﻻ إنكار

    الحل التاني طبعا، وده ﻻ أحبذه لكن مستعد أقوم بيه، هو تشكيل خطاب مناهض للتحرش بحيث يدوس على نفس زراير الكبت اللي بيطلع في شكل تحرش بحيث إنه يحفز توجيهه لكبت داخلي؛ مثلا تحقير وشيطنة الجانب الذكوري اللي إنجذب للست وأدى للتحرش
    ونشر الخطاب ده بأكبر شكل، صوتيا كمان...هايكون تأثيره إن نسبة مش هاتتعرض للستات، لكن العقد هاتتفاقم أضعاف، وإن كانت هتبقى غير ظاهرية

    غير كدة كمان التخلص من عقلية الضحية اللي بتؤدي لرد فعل سلبي من قبل ضحية التحرش سواء عن طريق السكوت، التفريغ في حاجة تانية، أو إنتظار "راجل" يدافع عنها ويمنع حدوث ده لها.
    عشان كدة كنت بشجع نشر قصص المواجهة للبنت اللي جرت المتحرش من على الموتوسيكل بتاعه وجريت وراه ومسكته وحبسته، والبنت اللي سواق تاكسي إتحرش بيها كسرت له صباعه...الخ
    قصص عظيمة لكن التفضيل دايما كان في إتجاه نشر قصص النرفزة والولولة والغضب وإنكار ورفض الظاهرة

    ده برضوا هيبقى نتيجة لفهم ودراسة عقلية الضحية، زي المتحرش
______________________________________________________________

لو كنت فضلت معايا وقريت كل ده أنا أشكر على اﻷقل صبرك
ببساطة، مشكلتك في بني آدمين؛ مش بس المعتدي، الضحية كمان والمجتمع اللي حواليهم
اللي بقوله إنك عايز تحلها المشكلة تفهمها. وفي الحالة دي تفهم طبيعة اﻷشخاص المعنيين فيها

لكن إنك تحاول تحل مشكلة ناتجة عن كبت (في الغالب)، بإنك تكبتها او تكبت التنفيس عن الكبت، ما تتوقعش النتيجة تكون حميدة أبدا

وأدينا هانشوف...

No comments:

Post a Comment